المعارض
نردين سروجي: هذه هي ساحتي
تفتح نردين سروجي النوافذ لتقتحم عاصفة فضاءات المتحف. تكشف الرياح طبقات تاريخيّة للمبنى، الذي افتتح عام 1930 كمدرسة بنات تابعة للكنيسة الإنجيليّة، وكانت مفتوحة الأبواب أمام البنات من جميع الطوائف الدينيّة في المدينة، وكانت لغة التدريس فيها هي العربيّة، في الغالب. من خلال سلسلة من التدخّلات في فضاء المتحف، تحفر سروجي في ماضي المكان وتثير أصداء من فترة الانتداب البريطانيّ، بهيئة برج من الكراسي على وشك الانهيار، نصوص باللغة العربيّة وأصوات وقع خطى في مطلع الدرج. يبرز الماضي الملوّن تحت الأرضيّة الخرسانيّة الرماديّة وبين الشقوق الناتجة عن خزائن العرض المتحفيّة البيضاء.
نافذة شماليّة
الريح هي هبوب هواء نحسّ به، لكنّ الهواء نفسه لا يمكننا رؤيته. لهذا السبب نحن نستخدم كلمة "روحيّ" لوصف شيء حقيقيّ يصعب فهمه بواسطة الحواسّ. يروي الحكماء أنّ كمان الملك داود كان معلّقًا أمام النافذة الشماليّة في غرفة نومه، وعندما كانت تهبّ ريح شماليّة، كان الكمان يعزف وحده من تلقاء نفسه. الريح الشماليّة يمكنها أن تكون حركة هواء تأتي من الشمال – وكذلك كلّ الأشياء المحسوسة وغير المحسوسة التي يمثّلها الشمال.
مايك برانت - حتى فناء الجسد
يُعتبر مايك برانت حتى يومنا هذا، أحد أنجح المطربين الإسرائيليين في كل العصور وأسطورة إسرائيلية دولية. خلال مسيرته الدولية القصيرة، تمكن من إصدار عشرات الأغاني الناجحة التي غزت قمم اللوائح، كما غزا أغلفة مئات المجلات وعرض أمام الآلاف من المعجبين والمعجبات.
على الرغم من ازدهار مسيرة برانت الدولية، إلا أنه في إسرائيل ابتلع من قبل أريك أينشتاين و يجآل باسان ، بين "قصص فوجي" لفرقة كفيرت و "نهاية موسم البرتقال" لفرقة تموز ولم يدخل إجماع الموسيقى والثقافة الإسرائيلية . ومع ذلك، يمكن القول إنه لم يكن هناك مطرب إسرائيلي قبله أو بعده نال إعجابًا كبيرًا بعد وفاته. فبعد حوالي أربعة عقود من وفاته المأساوية، لا تزال تسجيلاته وأغانيه تُباع في نسخ عديدة في إسرائيل وحول العالم. في السياق المحلي، يمكن القول أنه حصل على مكان في بانثيون عالم الموسيقى الإسرائيلية.
أدريان باتشي: أصوات خافتة
هذا المعرض، الذي يمتدّ على طابق بأكمله، يقدّم استعراضًا وافيًا لأعمال فيديو من إنتاج الفنّان العالميّ المعروف أدريان باتشي، بدءًا بعمله المبكّر من العام 1997 وانتهاءً بالإطلاق العالميّ لاثنين من أعماله الأخيرة من العام 2021. باتشي هو من ضمن أكثر الفنّانين المعاصرين مركزيّةً وتأثيرًا، وهو يُعالج برهف بالغ، منذ أكثر من عقدين من الزمن، التّقلّبات السّياسيّة والاجتماعيّة في أيّامنا، مع التركيز على صوت إنسانيّ فريد من نوعه. يتمحور فنّه حول الفرد، حول أناس فردانيّين يعيشون في إطار الجماعة، فيوثّق في أعمال الفيديو خاصّته أصوات هؤلاء، وتعابير وجوههم، ولغة أجسادهم، بشكل أشبه بلوحة البورتريه. من خلال بحثه لأناس معيّنين ولحالات فريدة عن قرب، يلقي باتشي نظرة بعيدة الأمد ويعكس مفاهيم ومشاعر كونيّة، مثل الفقدان والصّراع من أجل التّغلّب عليه.
آنا لوكاشيفسكي: أنماط
انطلاقًا من محبّتها العميقة للنّساء وللأشخاص الغريبي الأطوار، تتجوّل آنا لوكاشيفسكي في المنطقة المُحيطة بالأستوديو الخاصّ بها في حيّ الهدار في حيفا و"تصطاد" في الشّارع أنماطًا – شخصيّات تندرج تقاسيمها تحت خانات إثنيّة واجتماعيّة واضحة، إلا أنّ شيئًا مميّزًا في طباعها يخترق غلاف "الشّخصيّة" ويأسر بصر الفنّانة. كلّما التقت بشخص مثير للاهتمام، ترسمه لوكاشيفسكي فورًا على عجلة ثمّ تدعوه إلى الإستوديو. هناك، وخلال عدد من اللّقاءات التي يتخلّلها حوار تصغي فيه إلى الشّخص، ترسم لوكاشيفسكي وتخلّص من الخانة الإثنيّة والاجتماعيّة فردًا متعدّد الجوانب.
غرفة فنّانة: أفيفا أوري
إنّ قدرة أفيفا أوري على لمس الإحساس الخامّ، إضافة إلى التّعبيريّة القويّة في أعمالها، حوّلت الفنّانة إلى شخصيّة أسطوريّة ذات تأثير بالغ على تاريخ الفنّ في إسرائيل. يحتوي هذا المعرض على مجموعة واسعة ونوعيّة من أعمال أوري، جميعها تابعة لمجموعة متحف حيفا للفنون.
غرفة فنّان: رؤوفين بيرمان كاديم
في وسط المعرض يوجد الصندوق المفتوح – هديّة مهمّة تسلّمها مؤخّرًا متحف حيفا للفنون. في هذا العمل، يظهر انتقال بيرمان كاديم من العمل الثنائيّ الأبعاد إلى العمل الثلاثيّ الأبعاد وممارسة الفنّ المعماريّ. هيكل الصندوق شبيه بهيكل التوابيت المصريّة المصنوعة من الخشب، وترتكز أبعاده إلى النسبة الحسابيّة التي استخدِمتْ في تصميم أرضيّة البارثينون – وهو معبد إغريقيّ من القرن الخامس قبل الميلاد في أثينا، ويعتبر مجد الفنّ المعماريّ للعالم القديم وخريطة أرضيّته مرسومة على قاع الصندوق.
اليابان لدى داني كارافان
المعرض الحالي
يترجم داني كارافان |2021-1930| لغته الفنّيّة دون أن يفقد سيرته الذاتيّة، ويخلق حوارًا بين أعماله والمكان والكينونة اليابانيّة. هناك ثلاثة أعمال رئيسيّة، من ناحية حجمها ومستوى حفظها، قائمة على امتداد اليابان، في ثلاث جزر مختلفة. في جزيرة هوكايدو الشماليّة، توجد "الطريق إلى البستان الخفيّ" في غابة النحت في ضواحي مدينة سابورو؛ في جزيرة هونشو الوسطى، في مقاطعة نارا، "غابة الفنّ مورو"؛ وفي جزيرة كيوشو الجنوبيّة، يقف العمل "بريشيت". يركّز المعرض على هذه الأعمال الثلاثة.
يتضمّن الفنّ البيئيّ لدى داني كارافان عنصر التجربة، ردّ الفعل، خلق العلاقة بينه وبين زائره. الزائر ليس جهةً خارجيّة، أجنبيّة، ولكنّه يجب أن يتحرّك في داخل العمل الفنّيّ لكي يعيشه، والعمل الفنّيّ لا يكتمل بدونه. من الوهلة الأولى تقريبًا، تدعو الأعمال الزائر إلى اكتشافها من الداخل. الأعمال الثلاثة هي أعمال "مرتبطة بالمكان"، ومحاولة نقلها إلى مكان آخر ستخرجها من سياقها الفريد للتاريخ وللجغرافيا المحلّيّين. يوجد في الأعمال الثلاثة حوار بين أجزاء العمل الفنّيّ، القريبة أو البعيدة، وهي تكون عملًا كاملًا فقط عند تناولها ككلّ شامل.
نظرة – عالم التصميم لدى ياسوهيرو سوزوكي
المعرض الحالي
التصميم هو عمليّة بحثيّة وفكريّة، ذهنيّة في جوهرها، يقوم فيها المصمِّم بمعالجة قدر كبير من المعلومات لبلورة منظومة فكريّة واضحة، والتي تتحقّق، بشكل ماديّ ملموس، في نهاية العمليّة.
ياسوهيرو سوزوكي هو مصمّم فنّان. لا ينطبق على سوزوكي التعريف التقليديّ للمصمّم، لأنّ إبداعاته لا تقتصر على المنتجات الجماليّة والعمليّة فقط. تصاميمه تحسّن جودة حياتنا بفضل الاستجابة لها، وتؤثّر على الطريقة التي نختبر ونعايش فيها البيئة التي نعيش فيها.
بنهج علميّ متلاحم مع روح الدعابة الرائعة، يعبّر سوزوكي عن عالمه الداخليّ وعن الطريقة التي ينظر من خلالها إلى العالم والبيئة ويعايشهما. تحظى تجارب الفرح والخوف اليوميّة بمكانة مركزيّة في إبداعاته. يعزل سوزوكي، بموهبة بارعة، الأغراض والأشياء عن استخداماتها اليوميّة والمألوفة ويمنحها هويّة جديدة. وهكذا، تتحوَّل أوراق الملفوف إلى وعاء، ويُطلِق المسدَّس قطرات العيون، وتستبدل الشجرة أوراقَها بعيون. يطمس سوزوكي الحدود بين الإنسان والطبيعة – تظهر الطبيعة في جسم الإنسان ويظهر الإنسان مُضمَّنًا في الطبيعة.
يُبدي سوزوكي، ضمن أمور أخرى، حساسية للمادّة، للشكل، للملمس، للحجم ولمسألتي اللغة والوقت.
إنّ الرسوم التوضيحيّة التي تبدو للعيان بسيطةٌ هي جزء لا يتجزّأ من العمليّة الإبداعيّة لدى سوزوكي، وهو يكشف من خلالها آليّة أفكاره. يقدّم المعرض مُنتجًا، رسمًا توضيحيًّا ونصًّا – الأبعاد الثلاثة التي يتعامل معها الفنّان. الشروح المصاحبة للمعروضات كتبَها هو بنفسه. أعمال سوزوكي تتميَّز بالبساطة، لكنّها تتطلّب عقليّة منفتحة من قبَل المشاهِد، كجزء أساسيّ من عيش تجربة زيارة المعرض.
هرمان شتروك: روح ومادة
هذا المعرض الدائم يعرض متنوعًا من أعمال شتروك من مجموعة المتحف ومن جميع فترات عمله. كما ويتيح المعرض التعرف على طبيعة واقع الحياة التي تميز بها بيته من خلال عرض لمجموعة قطع من الأثاث ومن أغراض الفنان الشخصية،
يعكس المعرض تمحوّر شتروك في البورتريهات وفي أوصاف المنظر الطبيعي.
اكتبوا لنا ومندوبنا سيعود إليكم في أقرب وقت ممكن